الموهبة و صفاتهــا، و كيف يستطيع الإنسان الموهوب أن ينمي تلك الموهبة، و في البداية يمكن تعريف الموهبة بما يلي:
( تميز الإنسان و تفوقه على غيره بمهارة من المهارات )
إذن يستطيع الإنسان أن يعرف موهبته من خلال مقارنة نفسه عند تنفيذ مهمة من المهمات في مجال من المجالات، فإذا كان من المتقدمين الذين نفذوا المهمة إتقان و بزمن أقل من غيره فيمكن القول: ( إنه موهوب في هذا المجال).
هذه طريقة من طرق اكتشــاف الموهبة، و هنــــاك طرق أخرى منها ميل النفـس إلى مجــال من المجـــالات، و الشعور بتآلف بين هذا المجال و بين الإمكانات الشخصية التي يحملها الإنسان، و شعوره بأنه يمكن أن يبدع و يزيد في هذا المجال الذي أقامه سؤال قد يطرح نفسه: هل من الضروري أن يكون الموهوب متميزاً في التحصيل الدراسي؟ و أجاب المربون إنه ليس ضرورياً للموهوب أن يكون مميزاً في تحصيله الدراسي فكثير من المبدعين في مجـالات مختلفة و خاصـة المجالات العملية و الحركيـة لم يكن عندهم تميز دراســي، و لكن من الملاحظ أن أكثر الموهوبين يكونون متفوقين في النواحي الجسمية، و الانفعالية، و الاجتماعيــة، و أنهم متفوقون في الذاكرة و مدى الانتباه، و في المفردات اللغوية، و في التفكير المنطقي، و التفكير النـاقد و القدرة على التعميم، و الرغبة في المعرفة و اليقظة و في روح الدعابة. (1)
و سؤال آخر قد يطرح نفسه أيضاً؟
ما نسبة الموهوبين في المجتمع؟
من خلال إحصاءات المربين و اختبارات الذكاء، و اختبارات الإبداع و الابتكار تبين أن نسبة الموهوبين في المجتمع تتراوح بين عشرة إلى خمسين في الألف. (2)
ما الصفات التي يتمتع بها الموهوب؟
أهم الصفات التي يتصف بها الموهوبون:
الإبداع: حيث يكون محباً للاطلاع، و لديه أفكار و حلول للمشكلات، و يعبر عن رأيه بجرأة و لا يخشى النقد، و محب للاستكشاف، سريع البديهة، واسع الخيال، يتمتع بروح الدعابة، مرهف الحس، ذواق للجمال منسجم مع الآخرين، دقيق في كلامه.
القيادة: فيكون الموهوب ذا كفاءة و ينجز أعماله بدقة، و ذا ثقة كبيرة بنفسه، و محبوباً من الجميع و يعبر عن رأيه، و يتمتع بالمرونة في تفكيره-اجتماعياً، يدير الأنشطة و يشارك في معظمها.
الدافعية: أن يكون الموهوب متقناً لأعماله، لا يميل للأعمال الروتينية بحاجة إلى القليل من الحث في عمله، يسعى إلى إتمام عمله يفضل العمل بمفرده يميز بين الصواب و الخطأ.
التعلم: تكون حصيلة الموهوب اللغوية كبيرة، و لديه حصيلة كبيرة من المعلومات، و يكون سريع البديهة, قوي الذاكرة، نافذ البصيرة، و محللاً للوقائع، ملماً بالأنظمة و القوانين، حاد الملاحظة، كثير القراءة و المطالعة. (3)
من المجالات التي يظهر فيها الموهوب:
المجالات الأدبية:
الشعر: يقال فلان شاعر، لقد تميز عن أقرانه في نظم الشعر، إنه يستطيع أن ينظم قصيدة أو أكثر في زمن قليل في غرض معين أو أغراض متنوعة مختلفة و أنت لو طلبت من أصدقائه نظم بيت واحد لشعروا بالعجـز و الضعف، و إنك ـلو عرضــت عليه قصيدة من القصائد لقامت أذنه فوراً بتقطيع كلماتهـا و معرفـة تفعيلاتهـا و بحرها بدون استعمال أي ورقة أو قلم بينما يحتاج زملائه إلى ورقة و قلم و رسم حروف و سكنات و يحتاج إلى وقت في معرفة التفعيلات، و يمكن أن يهتدي إلى الصواب أو بجانبه.
و لكن كيف يستطيع من يجد في نفسه موهبة معرفة إيقاع الأبيات الشعرة و وزنها أن يصبح شاعراً؟؟
لابد لمن يريد ذلك من حفظ قصائد كثيرة لشعراء متنوعين، و لا بد له من الإكثار من القراءة في دواوين الشعر لشعراء و قدماء و محدثين حتى يصقل هذه الموهبة و يؤصلها و يدعمها و يفتح لها آفاقاً كثيرة، ثم يبدأ فيقلد الشعراء و يعارض قصائدهم، فإذا استمر في هذا السلم الصعب فإنه لابد أن يكون شاعراً مبدعاً و كلما غذى هذه الموهبة كلما نمت شجرة موهبته و أينعت و صارت تسر السامعين.
القصة: متى يكون الإنسان موهوباً في القصة؟
يكون موهوباً إذا أسعفه خياله في تصوير أحداث قصة خيالية بشخصياتها و مكانها و زمانها و عقدتها و كيف سيكون الحل، و لا بد أن تكون خياليه صرفة تحدث أحداثها على كوكب آخر، و يقوم بها مخلوقات آخرون، و يمكن أن يجعلها خيالية على ألسنة الحيوانات، و أو على السنة أثاث المنزل و الأشياء الجامدة.
و القاص الموهوب يمكن أن يتخيل قصة كاملة من خلال عبارة يسمعها صدفة أو من خلال إشارة بيد رجل أو عينه أو فمه ،،، أو بسمة موحية يقوم بها إنسان و قد يسأل موهوب قائلاً: أن أجد في نفسي كل هذه المبشرات بموهبة القصة فما السبيل لدعم هذه الموهبة؟
السبيل هو قراءة العديد من المجموعات القصصية و الروايات و نقد المسلسلات الإذاعية و التلفزيونية، و ملاحظة أحداث الحياة بكل تفصيلاتها، و كتابة المذكرات اليومية كل هذه السبل تجعل القلم سيالاً و الخيال خصباً للتعبير عن القصص بأنواعها المختلفة.
موهبة الخط و الرسم:
إن الخط موهبة فأنت تقرأ خطوط بعض الكتابة فتجدها جميلة واضحة مرتبة ترتاح النفس عند رؤيتها و قراءتها، بينما ترى بعض الخطوط فتتعب كثيراً في تفسيرها و تنزعج بشدة للتفريق بين حروفها.
و من يملك موهبة الخط فعليه أن يتأمل في خطوط الكتبة المشهورين و دراسة أسس الخط بأنواعه المختلفة.
أما الرسم فهو موهبة كذلك حيث تعجب من حركات ريشة بعض الموهوبين حيث تراه يحرك ريشته يميناً و يساراً مسرعة مرة و متباطئة أخرى و إذا به يرسم لوحة تحار العين في جمالها و ألوانها، تكاد تنطق و تدب فيها الحياة. إنه موهوب في الرسم و لتنمية هذه الموهبة لابد لصاحبها من التأمل في الطبيعة و مناظرها، و التفكر في لوحات الفنانين المشهورين.
و هناك مواهـ،ب علمية مختلفـة مثل اختراع الأجهـزة و الاستفـادة مكونات بعــض الأجهـزة المعطلـة، و تجديد عملها في مجال آخر يستفاد منه.
و من يمتلك مثل هذه الموهبة فعليه أن يمتلك العدد اللازمة و الصبر على معالجة الأجهزة و كذلك مداومة التفكير في المقدمات و النتائج و العلاقة بين مكونات الجهاز.
هذه نماذج للمواهب و كيفية رعايتها، فما عليك عزيزي الطلاب إلا أن تتعرف على الموهبة التي خصك الله بها، و تبدأ في تنميتها و تدعيمها حتى تصل بها إلى الإبداع فتكون في يوم من الأيام عبقرياً يشار إليك بالبنان
مع تحيات جماعة الموهوبين